لمحات عن المفكر الكردي الإسلامي معشوق الخزنوي
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لمحات عن المفكر الكردي الإسلامي معشوق الخزنوي
المقدمة:
الدكتور الشيخ محمد معشوق الخزنوي هو عالم كبير من علماء غرب كردستان. وهو كذلك بشكل عام علم بارز من أعلام الكرد والعالم الاسلامي في العلم والمعرفة والاحياء والتصحيح والتجديد الديني.
لقد كان الشيخ الشهيد الدكتور معشوق الخزنوي يشعر بمرارة بالغة آلام ومحن أمته الاسلامية والكردستانية، بالاضافة الى حالة التشويه الحاصلة للأسلام والمسلمين من قبل بعض المسلمين، او الجماعات والتنظيمات المتشددة المتطرفة، او الذين ينظرون للتطرف والارهاب والمغالاة في الدين الاسلامي واحكامه وتعاليمه.على هذا الأساس القويم شمر شيخ الشهداء الدكتور محمد معشوق الخزنوي عن ساعد الجد والأجتهاد فبدأ نشاطه الواسع منذ سنوات مضت على كل الجبهات والمستويات، لأنه رحمه الله تعالى كان يعلم جيدا، وهو العالم الخبير انه في مثل هذه الظروف الحساسة العصيبة والمشحونة بالتعقيدات والفتن ان يظهر العالم علمه، وان يحاول رتق ما فتق، وتصحيح ما تشوه، وجمع ما تفرق والاصلاح ما استطاع الى ذلك سبيلا.
في الحقيقة، ان الدكتور معشوق الخزنوي لم يقصر في كفاحه البطولي ونضاله الجريء وانه لم يكتف بالصدع عن الحق والحقائق ونشر نور العلم والمعرفة وتبيان الاسلام وتوضيح معالمه ومفاهيمه كما هي بدون افراط او تفريط او بدون تسيب او غلو او تطرف او تشدد، بل انه في نهاية المطاف قدم حياته الغالية وروحه الطاهرة ونفسه الزكية ودماءه البريئة قربانا وثمنا لذلك!
وهذا من سيرة العلماء العاملين الصادقين والمفكرين المجاهدين المناضلين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم. لذلك فأن الطغاة في كل العصور والحقب التاريخية في الماضي والحاضر ولأجل مصالحهم الأنانية والاستبدادية لا يتحملون وجود مثل هذه النخب العلمية والمعرفية والثقافية العظيمة، وفي نفس الوقت لا يتمكنون من مقارعة الرأي بالرأي والحجة بالحجة، لأن حجتهم داحضة مدحوضة مثبورة فيقدمون على الارهاب والقتل والتصفية الجسدية او الاعتقالات الطويلة الأمد في غياهب السجون والمعتقلات.
وهذا ما حصل تماما لشيخنا الجليل الوقور الرباني شيخ الشهداء المجاهدين المكافحين ضد الظلم والطغيان والزيف والتجهيل والارهاب الدكتور معشوق الخزنوي، حيث ان مخابرات الحكومة السورية الجائرة قتلته شر قتلة في أقبيتها التعذيبية الجهنمية الرهيبة في 1/6/2005 وذلك بعد أيام من خطفه وتعريضه لشتى وأقسى أنواع التعذيب.
بعد هذه المقدمة الموجزة اريد أن أتحدث عن شخصية الدكتور معشوق الخزنوي وعن آرائه وأفكاره الاسلامية والسياسية والاجتماعية والكوردايه تية، اي الذاتية الكردية، وقد لا يفي هذا المقال كل الغرض المطلوب، لأن معشوق الخزنوي العملاق بحاجة الى كتاب ودراسات كثيرة، بل مجلد ضخم لكي يليق بشأنه وعلمه ونشاطه وآرائه الاجتهادية والتجديدية والتصحيحية، وعسى أن يتم ذلك لاحقا من قبل الشخصيات العلمية والثقافية الكردية وغيرها.
من هو معشوق الخزنوي:
ينتمي الشيخ الشهيد الدكتور محمد معشوق الخزنوي الى عائلة كردية معروفة في كردستان، وبخاصة في غربها. وقد كان والده المرحوم الشيخ احمد الخزنوي (ت 1950) من الدعاة والفقهاء والمربين المعروفين.
ولد الشيخ معشوق الخزنوي عام 1958 في قرية تل معروف القريبة من مدينة قامشلو بغرب كردستان (كردستان سوريا). في بداية رحلته العلمية تتلمذ الشيخ معشوق على يدي والده وآخرين من اصل العلم، وبعدها اتم الابتدائية والاعدادية والثانوية في العاصمة سوريا دمشق. في عام 1984حصل على درجة الليسانس في الدراسات الاسلامية في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية. وفي عام 2001حصل على درجة الماجستير في الدراسات الاسلامية في كلية الامام الاوزاعي بلبنان. وبعدها نال درجة الدكتوراه في الدراسات الاسلامية ايضاً من الجامعة الاسلامية في كراتشي بباكستان حيث كانت اطروحته (التقليد وأثره في الفتن المذهبية). وقد كان الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي قوى الهمة والعزيمة، كثير النشاط والحركة، اذ انه شارك ودعى الى الكثير من المؤتمرات والجلسات العلمية في مختلف انحاء العالم منها: المجلس العلمي للدعوة والاغاثة 1995، مؤتمر حوار الديانات 1995، جلسات لجنة العمل الاسلامي المسيحي في دمشق2003-2004، ندوة تجديد الفكر الاسلامي بيروت1996، ندوة تجديد الخطاب الديني جامعة دمشق 2004، ومؤتمر دور الاديان في صناعة الاسلام في اوسلو بالنرويج في 7-2-2005 وغيرها الكثير.
أراء الشيخ معشوق الخزنوي وافكاره:
كان الشيخ معشوق الخزنوي يحمل في طياته مشروعا اصلاحيا وتجديدا دينيا واجتماعيا ووطنيا واسعا. واقصد بالوطني آراء الشيخ الخزناوي في الكرد والكردستان حيث ينتمي اليها من الناحية القومية والوطنية. وفيما يلي استعرض بأيجاز أراء وافكار الشيخ معشوق الخزنوي الاصلاحية والتجديدية المختلفة:
1-التجديد في العقيدة:
كان الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي يعتقد بضرورة عملية التجديد في العقيدة الدينية الاسلامية، لانه لحق بها غبار كثير وبدع وشركيات وعبادة الشخصيات الى حد التألية وغيرها من المظاهر السلبية والانحرافية. لذلك ألّف الشيخ الخزنوي كتابا قيما تحت عنوان:
(ومضات في ظلال التوحيد). وقد سعى الشيخ الخزنوي في هذا الكتاب ابراز عقيدة التوحيد كما هي، مع تنقية ما علق بها من العوامل الدخيلة، وذلك بالاستناد على المصدرين الأساسيين للاسلام وهما القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة لسيدي رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام.
علاوة فللشيخ الخزنوي كتابات مهمة اخرى في مجال العقيدة التوحيد منها(المخدرات العقائدية) و (المخدرات المعنوية) وغيرها. ويقول الخزنوي الشهيد عن المخدرات المعنوية-الفكرية (ان المخدرات المعنوية والسموم الفكرية هي كالسموم المادية والمخدرات المحسومة في كونها يعطلان العقل ويمنعان من التحليل الصحيح وادراك الامور وترجيح الحق والصواب على الخطأ والباطل، بل هذه المعنوية اشد من تلك المحسومة.) ينظر الموقع الالكتروني الخزنوي).
وقد شبه الشيخ الشهيد الخزنوي مضار وسلبيات واخطار التشوهات العقائدية والتفاسير الانحرافية والخاطئة عنها ب (المخدرات). وهذا صحيح لا شك فيه، لان المخدرات والسموم التخديرية تشل من فاعلية العقل وتحد وتتحكم من عملية التفكير السليم، وهكذا تفعل المخدرات العقائدية السلبية بالانسان، حيث انها ايضا تعطل العقل والتعقل والعقلانية لدى الانسان، بحيث ان الانسان في هذه الحال لا يتمكن من التفكير بأكثر مما لقن به من جرعات التحذير العقائدي او السياسي او غيره.
ذلك ان التوحيد اساسه هو العلم ثم العمل بمقتضاه على ذلك الاساس، اي العلم، لان العبادة اذا كانت مقرونة بالجهل او الانحراف العقدى فانها تفسد ولاتصلح. وفي هذا فأن الامثلة اكثر من ان تحصى على المستوى التاريخ الغابر الماضي والحاضر الذي نعانيه. وفي موضوع التوحيد يقول المفكر الكردي المعروف الدكتور محمد صالح كابورى (ان التوحيد انما هو عمل وعلم، اوهو، عمل بعلم. اما العلم فهو العلم بمضمون لااله الاّ الله، ولا يخفى ان العمل بلاعلم او العلم بلا عمل ليس له حسبان في ميزان التوحيد) ينظر كتاب (اصول التوحيد في القرآن الكريم) المؤلف الدكتور محمد صالح كابوري ص 9-10
والدكتور محمد صالح كابورى هو كالشيخ الشهيد الدكتور الخزنوي من الفقهاء والعلماء المجددين في هذا العصر. وللدكتور كابورى اثار علمية ومؤلفات كثيرة حول القرآن الكريم وتجديد الاسلام والقضية الكردية واستقلال الكرد وكردستان. علما بان الدكتور كابورى هو من غرب كردستان ايضاً.
* كاتب في الشؤون الإسلامية والكردستانية
رد: لمحات عن المفكر الكردي الإسلامي معشوق الخزنوي
ميرسي على هالمواضيع الحلوو يا غالي انشاء الله بالتوفيق
صوركول- *+*+(بافي هوكر)+*+*
-
عدد الرسائل : 61
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 21/04/2007
رد: لمحات عن المفكر الكردي الإسلامي معشوق الخزنوي
الف الف شكر الك على هلئ موضوع الحلو ياغالي
الى امام وشكرا.......................................@
الى امام وشكرا.......................................@
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى