السواك ... حقيقة علمية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السواك ... حقيقة علمية
قول الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم: " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " ، فكلمة طهر تعني التطهير وباللغة تعني النظافة من الأقذار أي إزالة أدق الأشياء حسياً ومعنوياً.
فالسواك لغة يطلق على الفعل كما أورد السيد النووي،أي الإستياك وهو الآلة التي يستاك بها وهي المسواك . وللتعميم فقد ورد ذكره السواك في الحديث الشريف في أكثر من مائة حديث ، وهذا مما يدل على أهمية السواك التي يهملها الكثير من الناس بل الكثير من الفقهاء للأسف ، رغم أهميتها العظمى.
فالسواك لغة يطلق على الفعل كما أورد السيد النووي،أي الإستياك وهو الآلة التي يستاك بها وهي المسواك . وللتعميم فقد ورد ذكره السواك في الحديث الشريف في أكثر من مائة حديث ، وهذا مما يدل على أهمية السواك التي يهملها الكثير من الناس بل الكثير من الفقهاء للأسف ، رغم أهميتها العظمى.
مما سبق يتبين لنا مدى حرص النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم على الصحة حيث أن السواك مندوب عند كل وضوء كما جاء في الحديث الشريف: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء"، وعند الصلاة على الراجح من أقوال العلماء.
السواك: هو عود يأتي من شجر الآراك التي تتبع الفصيلة السلفادورية في تقسيم النبات ، وهي شجرة تكثر في الأودية الصحراوية وتقل في الجبال ، حيث مناخ نموها هو الأجواء الحارة الاستوائية ، لذا فهي موجودة في عدة بلدان في القارة الآسيوية مثل المملكة العربية السعودية لاسيما في مناطق " عسير وأبها وجيزان "، وكذا في بعض نواحي اليمن والهند وإيران وبعض مناطق القارة الأفريقية مثل الوجه القبلي من مصر وشبه جزيرة سيناء وبوفرة في جنوب السودان.
وشجرة الآراك تشبه شجرة الرمان وهي جميلة دائمة الخضرة ، قصيرة يتراوح طولها 2-5 متراً ، أطرافها مغزلية وأوراقها لامعة السطح لوجود مادة زيتية شديدة الخضرة عليها ، وهي تخرج زهراً أصفر اللون مشرباً بخضرة رائعة، ومن الزهرة تخرج ثمرات تشبه الكرز في عناقيد تؤكل.
يؤكد الباحثون، أنه عند وضع عود الأراك تحت المجهر لفحص قطاع عرضي منه بعد غليه ونقعه في مزيج يتألف من مقادير متساوية من الماء والكحول والجلسرين، لوحظ ثمة ثلاث طبقات متعاقبة:
1- الطبقة الخارجية : نسيج فليني
2- الطبقة الوسطى: نسيج خشبي
3- الطبقة الداخلية : ألياف سليلوزية محمية بالطبقتين الخارجيتين الأولى والثانية، ومترتبة وفق نظام دقيق البناء ، متراص بجوار بعضه البعض بما أشبه ما يكون بفصوص ثمرة الليمون تنطوي كل حزمة منه على عشرات الليفات الدقيقة لتكون معاً أكمل فرشاة طبيعية لدرء الخطر المحدق بالأسنان.
عبر السنين تم التفهم لآلية تكوين المواد المترسبة على الأسنان وتسمى " البلاك PLAQUE" التي هي السبب وراء تسوس الأسنان ، إلى جانب الأعداد الهائلة من الكائنات الدقيقة في أفواهنا تسمى: "الزمرة المكروبية الفموية " حيث تعيش في التجويف الفموي وكذا الغدد اللعابية والأوعية الدموية التي تغذي كل الأعضاء بالدماء والأعصاب لتمدها بالحركة والإحساس. وإذا ما عددنا الميكروبات الموجودة في سنتيمتر مكعب من اللعاب فقد نرى أكثر من 5.5 بليون ميكروب بنحو 29 نوعاً بتوازن دقيق وتعايش سلمي بين هذه الميكروبات كافة وكذلك بينها وبين جسم الإنسان " المضيف ". فالحق أن المناعة الطبيعية لدى الفم هي التي تلجم الميكروبات فلا تقوى على إحداث أي أضرار تذكر بالتجويف الفموي، على أنها لا تلبث أن تغير من سلوكها حيث تتخلف بقايا من مواد سكرية بين الأسنان فهي تشرع على الفور في استغلالها لإنتاج جزيئات طويلة من مادة جيلاتينية تلتصق بقوة على سطوح الأسنان إذ يطيب العيش لبلايين البكتريا في كنفها وتزداد نمواً وتكاثراً وعتواً مكونة بما يعرف بـ " البلاك " تبدو كطبقة طرية لزجة يميل لونها إلى البياض وقد تبدو أحياناً دون لون معين.
هذه الطبقة " البلاك PLAQUE " تنطوي على أعداد ميكروبية هائلة تقدر بـ 300 مليون خلية في كل ميليغرام . وهكذا تبدو الخطورة التي تزحف إلى الأسنان بسلالات بكتيرية تطلق أنزيماتها المحللة للبقايا السكرية حتى تحولها إلى سكريات وتمضي لتحويلها إلى أحماض عضوية لها القدرة على إذابة الجزء الصلب الملاصق لمينا الأسنان محدثة " فجوة تسويس الحامض " وعندها يبدأ سطح السن في التآكل ممهداً لدخول موجات جديدة من البكتيريا المحللة إلى العمق حتى يصل الهدم إلى منتهاه. إذن فميكانيكية التسوس تكمن في تكوين البلاك PLAQUE الذي بدونه لا يحدث تسوس ، وعند الرغبة في القضاء على التسوس يجب القضاء على " البلاك PLAQUE " .
طبقة " البلاك " تحتضن ملايين الميكروبات، إن هي أهملت وتركت ولم تطرح عاجلاً، فإن ميكروباتها تتآزر مع فضلات الطعام هنا وهناك على سطوح الأسنان للوصول إلى التهابات في اللثة ينتج عنها مواد سامة تقوم بتفتيت الأنسجة الليفية الضامة في اللثة حول الأسنان مكونة بؤراً صديدية تمتلئ بخليط من صديد ممزوج بخلايا ميتة وميكروبات وفضلات طعام حتى تصاب اللثة بـ " البيوريا " فتغدو الأسنان عرضة للسقوط، بل يتطور الضرر حتى يصل إلى أجزاء الجسم الداخلية ، فبكتيريا البؤرة الصديدية وسمومها تتسرب عبر الدماء إلى أجهزة الجسم والأعضاء فتصيبها في الصميم، وتجعلها تتسرب إلى الشرايين القلبية وتحدث عطبا بجدرانها على نحو يسبب الانسداد فيما بعد. وتفيد التقارير في هذا المضمار أن معظم المصابين بقرحة معدية يوجد في أفواههم عدد هائل من البكتيريا ذات النوع المشاغب الذي يستطيع التسرب إلى المعدة والتشبث بجدرانها وإحداث ثقوب دقيقة فيها تتسع شيئاً فشيئاً حتى تتقرح المعدة. تقارير أخرى تفيد أن خطر البكتيريا الفموية يمكن أن يبلغ الدماغ حيث تنتج إنزيمات تزيد من تراكم الدهنيات في شرايين الرقبة السباتية حتى يقل الإرواء الدموي للخلايا المخية مما يهدد بكارثة في المخ توشك على الوقوع. أيضاً فإن خطر البكتيريا الفموية يمكن أن يمتد إلى العيون والرئتين وإلى المرارة والجلد والكليتين وإلى مفاصل البدن ، حيث تظل آثار البؤرة الصديدية تمتد إلى أجزاء الجسم المختلفة . إن هذا الخطر يمكن حظره عن طريق إزالة طبقة " البلاك PLAQUE " التي هي السبب الرئيسي في تلك المخاطر ، والسواك ( عود شجر الآراك ) هو القادر على إزالة ذلك " البلاك " ومنع لائحة الأمراض السابق ذكرها من الحدوث.
أوردت المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع ( 1961 ) مقالاً للعالم " روادارت " مدير معهد الجراثيم بجامعة روستوك يقول: " قرأت عن السواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحالة زار بلادهم وقد تعرض للأمر يشكل ساخر اتخذه دليلاً على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أفواههم بقطعة من الخشب في القرن العشرين، وفكرت ، لماذا لا يكون وراء هذه القطعة حقيقة علمية ؟ وفوراً بدأت أبحاثي فسحقتها وبللتها ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم فظهرت عليها آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين ". أضف ما قاله الدكتور " فريدريك فيستر " أنه لم يستعمل طوال السنوات السبع الماضية سوى عود الآراك.
فما توصل إليه العلماء يفيد، أنهم عندما فحصوا التركيب الكيميائي لعود الآراك وجدوا أن المسواك يحتوي على :
- نسبة كبيرة من ( العفص ) وهي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة وقابضة تعمل على قطع نزيف اللثة ، وتقويتها .
- مادة خردلية تسمى السنجرين SINNGIRIN ، ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم .
- أكد الدكتور طارق الخوري على وجود الكلورايد مع السليكا كمواد تزيد من بياض الأسنان، إلى جانب وجود مادة صمغية تغطي المينا وتحمي الأسنان من التسوس.
- " ميثيل أمين 3 " يعمل على التئام جروح اللثة وتساعد على نموها السليم ، فهي مادة مطهرة يمكنها تعديل الأس الأيدروجيني لتجويف الفم على نحو يؤثر بصورة غير مباشرة في النمو الميكروبي .
- كميات من مضادات الأورام
- عنصر " الفلورين " الذي يمنح الأسنان صلابة ومقاومة ضد التأثير الحامضي للتسويس ، والمساعد في نمو وتكوين الأسنان لتكسب متانة وقوة.
- عنصر " الكلور " الذي يزيل الصبغات ، وأيضاً مادة السليكا للمحافظة على بياض الأسنان
- مادة " بيكربونات الصوديوم " التي أوصى مجمع معالجة الأسنان بجمعية أطباء الأسنان الأمريكية بإضافتها إلى مواد معالجة الأسنان
- مادة " سيلفا يوريا " التي لها القدرة على صد عمليات النخر والتسوس وبالتالي على منع تكوين البؤر الصديدية
- حامض " الأنيسيك " الذي يساعد في طرد البلغم من الصدور، إلى جانب حامض " الأسكوربيك " و " اليتوسيترول " اللذان بإمكانهما تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة.
- 1% مواد عطرية زيتية طيبة الرائحة تعطر الأفواه بأريجها
- مادة " الأنثراليتون " تساعد في تقوية الشهية للطعام وتنظيم حركة الأمعاء
بعد هذا كله ، إلى أي مدى نستطيع تصديق حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " ؟
وقد يتساءل البعض إذا استخلصنا هذه العناصر الموجودة في عود الآراك ووضعناها في معجون أسنان فهل يؤدي ذلك إلى نفس ما يؤديه السواك؟ يجيب على ذلك نخبة من أكبر علماء طب الأسنان في العالم عندما قاموا بإجراء بحوث وتجارب كلفت أموالاً طائلة – ولاتزال- حينما حاولوا استخلاص تلك المواد ووضعوها في معجون أسنان أنتجته الشركة العالمية السويسرية " فارما بازل ليمتد " وطرح في الأسواق ، وجدوا أنه لا يقوم بنفس ما يقوم به عود الآراك ! فما السبب؟ لأن عود الآراك ثري بالمكونات الكيميائية التي تحتوي على عناصر لا تظهر إلا بعد التفاعل مع لعاب الفم ، وعثورهم على مركبات جديدة لم يسبق التعرف عليها في خلاصة الأراك المعملية . أضف إلى ذلك القوة الحيوية الثلاثية التي يتميز بها عود الآراك وهي قوى ميكانيكية ، كيميائية وحيوية.
تقول الأبحاث أن الميل الفيزيولوجي والعلاقة الميكانيكية بين اليد والفم هي أساس صناعة السجائر وهي عامل مشترك بين الداء والدواء ، ويشهد على ذلك منعكس المص عند الأطفال ، فيحدث الإدمان في حالة انعدام البديل الأصلي الصحي.
ويذكر الفنان " دريد لحام " في شريط الفيديو الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية عام 2001 بمناسبة اليوم العالمي للتدخين خلاصة مهمة ألا وهي : إن إدمان التدخين هو إدمان لعادة ميكانيكية حركية تحدث بين الفم واليد بشكل أساسي.
لقد تعالت الصيحات اليوم من كثير من العلماء بالقول : أن الفرشاة والمعجون هما الأفضل ويحصل بهما الأجر لأن الأحكام تتغير بتغير الأزمان ! لكن علماء الغرب – غير المسلمين – وقبل علماء المسلمين ، يردون عليهم بالقول أنهم يستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير ، فالفرشاة هي أقل بكثير من المسواك إلى جانب قول جمعية الأطباء الأمريكية بأن الفرشاة البلاستيكية لا تؤثر على الجراثيم بسبب عدم قدرتها على اختراق طبقة المخاط الفموية MUCIN التي تحمي الجراثيم وإنما يقدر على ذلك القطعة الخشبية " المسواك " بسبب خاصية الامتصاص التي تملكها. أيضاً تفيد التقارير من جمعية أطباء الأسنان الأمريكية أن الجراثيم تنمو على فرشاة البلاستيك بعد 14 يوماً من استعمالها !!!
فالمسواك إذن، بعد هذا التجوال العلمي المفيد ، هو موضوع خرج من باب الشبهات والتساؤلات المطروحة حوله قديماً ، ليتربع على عرش المواد الطبيعية الفعالة في صحة الجسم والفم في البلاد المتقدمة حالياً . إنه كان من سنن فطرة الإنسان ليصبح جانباً رائعاً في أسلوب حياة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، حيث داوم عليه حتى آخر عهده بالدنيا واستوصى الأمة بالمحافظة عليه كعنصر هام من السنة الشريفة.
وأخيراً أسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يهدينا إلى سواء السبيل.
sally- *+*+(مشـــرف مميـــاز)+*+*
-
عدد الرسائل : 96
تاريخ التسجيل : 28/04/2007
رد: السواك ... حقيقة علمية
شكرا لكي سالي على هال المعلومات وننتظر منك كل ما هو جديد
ونتمنى لكي دوام التقدم والنجاح
ونتمنى لكي دوام التقدم والنجاح
مجنون العيون السود- ‗ـ▫♫‗=¨‾ADMIN‾¨=‗♫▫ـ‗
-
عدد الرسائل : 92
العمر : 44
العنوان : مملكة الحب
تاريخ التسجيل : 23/04/2007
رد: السواك ... حقيقة علمية
شكرا لكي سالي على هال المعلومات وننتظر منك كل ما هو جديد
ونتمنى لكي دوام التقدم والنجاح
ونتمنى لكي دوام التقدم والنجاح
مجنون العيون السود- ‗ـ▫♫‗=¨‾ADMIN‾¨=‗♫▫ـ‗
-
عدد الرسائل : 92
العمر : 44
العنوان : مملكة الحب
تاريخ التسجيل : 23/04/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى