أجمعت الدراسات على خطورته ويكثر في البيئات الصناعية
صفحة 1 من اصل 1
أجمعت الدراسات على خطورته ويكثر في البيئات الصناعية
أجمعت الدراسات على خطورته ويكثر في البيئات الصناعية
معدن الكادميوم.. يلوث البيئة ويسبب مشكلات صحية
ربما لا يعرف بعضنا شيئاً كثيراً عن معدنٍ خطير يُطلق عليه معدن الكادميوم، هذا المعدن أخذ يتسلل في أجسام بعضنا من البيئات الصناعية التي تحيط بمساكننا وأماكن العمل التي نعمل فيها، وأخذ يدخل في أجسام فئات كثيرة منَّا بكمياتٍ ضئيلة لا يُحَسُّ بها، من الأطعمة و المشروبات التي نتناولها، والتي تتلوث بصفة مستمرة عن طريق مصــــادر موجــودة في بيوتنـــا، إذ تأخذ هذه الكميات الضئيلة، في التراكم تدريجياً مع مرور السنين في كلى وكبد من يتعرضون له،الأمر الذي يجعله يساهم في نشر بعض الأمراض والمشكلات الصحية بين مختلف المجتمعات في العالم. ومن أهم المشكلات الصحية التي يسببها هذا المعدن، أنه يساهم بشكل واضح في الإصابة بالأمراض الشائعة التي أخذت تتزايد في المجتمعات المختلفة.
أخطار السم الخفي
فهو سُم خفي ربما صاحبنا في حياتنا اليومية ونحن لا ندري. و نطلق عليه السم الخفي لأنه يدخل في أجسامنا بكميات ضئيلة جدًا قد لا تستطيع بعض أجهزة التحليل المتطــورة قياسها، كما أنه في هــذه الحالة لا يظهر تأثيره على الجسم إلا بعد سنين طويلة جداً. وعليه إذاً، فلا بد لنا أن نحفظ اسمه، بالعربية والانجليزية، ونعرف رمزه الكيميائي الذي ُيكتب عادة على بعض المستلزمــات التي نشتريها، لكونـــه ضمن محتويـاتها، أو أنه يخلو منها، حيث إن خطورته قد جعلت الكثير من المصانع والشركــــات تُبعده عن منتجـاتها وتكتب على هذه المنتجات أنها خالية منــــه.
يكاد لا ينحصر عدد الدراسات والأبحاث التي أجريت حول الأضرار الصحية التي يسببها الكادميـــــوم للإنسان، إذ دلت نتائج جمـــــيع هذه الدراســـات، أن هذا المعدن الخطير يُسبب مشكلات صحية عديدة، ونعرض هنا أهم المشكــــلات الصحية التي تنشأ عندمـــا يزداد تركيــز الكادميوم في جســـــم الإنسان، ويتعدى حـدود الأمان، وهي كالتالي:
إفساد وظائف الكلى: فإذا تراكم الكادميوم في الكليتين ووصل تركيزه إلى الحدود الحرجة فإن ذلك سيضر بهما ويفسد وظائفهما وربما تصل مرحلة الضرر إلى الفشل الكلوي، وقد قرنت التأثيرات الكلوية التقليدية للتسمم، بظهور البروتين والسكر والأحماض الأمينية في البول، وغالباً ما تحدث أمراض الكلى المزمنة عندما يصل تركيز الكادميوم في الكلى من200 إلى300 ملغم/كغم.
ويتخلص الجسم من الكادميوم عادة ببطء عن طريق البول أساساً، وهذا التخلص يرتبط بنوعية الغذاء.
ارتفاع ضغط الدم: هناك أدلة تدل على حدوث نمط ضغط الدم بعد تعرض فموي منخفض المستوى طويل الأجل، ويشير أحد أهم المراجع العلمية في علم التســــمم إلى أن الدراسات في علم الأوبئــــة تدل على أن الكادميوم يُعتبرعامــــلاً مسببـاً لمرض ضغـــــط الدم الحقيـــقي (Essential Hypertension).
تضخم القلب: يؤثر تراكم الكادميــــوم في الجسم على القلب ويسبب تضخمه.
الهيكل العظمي: تؤثر سمية الكادميوم على عملية تأيض الكالسيوم أي استقلابه (Metabolism)، والتأيض أو الاستقلاب هو مجموعة عمليات كيميائية تُجرى في الخلايا يتم عن طريقها بناء أو هدم المواد والمركبات، وبعبارة أوضح فإن الأجسام لا تستفيد من العناصر والمواد المطلوبة ما لم يتم هضم هذه المواد في الجهاز الهضمي وتحولها إلى مواد بسيطة التركيب، ثم تذهب هذه المواد البسيطة عبر تيار الدم إلى سائر أنحاء الجسم ويتم بناؤها من جديد في الأجهزة والأعضاء، وتسمى هذه العملية عملية الابتناء، ويتم تفكك المركبات المعقدة التي تم بناؤها عبر عملية الابتناء إلى مركبات أبسط لإطلاق الطاقة في الجسم والاستفادة منها عند الحاجة، عبر عملية تسمى عملية الهدم أو التقويض، وتحفظ حياة الإنسان وجميع الكائنات الحية بموازنة معدلات العمليتين (أي عملية الابتناء وعملية الهدم)، وهاتان العمليتان معاً يُطلق عليهما الأيض أو الاستقلاب.
مرض إتي إتي: قد يتسبب شرب الماء الملوث بتركيز عال من الكادميوم في الإصابة بمــرض يُطلـــق عليه مــرض إتي إتي (disease iti iti) وقد أدى شرب الماء الملوث بالكادميوم إلى إصابة بعض اليابــانيين بهذا المرض، ويتميز هذا المرض بأعراضه الروماتيزمية المصحوبة بآلام مبرحة في العظام، نتيجة افتقارها إلى المعادن، فتصبح العظام لينة كالأنسجة نفسها.
فقر الدم: تؤدي زيادة كمية الكادميوم المتراكمـــة في الجسم إلى حالة فقــر الدم.
يؤثر في خصوبة الرجل.
الجهاز المعدي المعوي: إن شراباً - مثـــــلاً - يحتــــوي على كمية بسيطة من الكادمــيوم في حــــدود 16 ملغم/ لتر يكفي لإصابـــة الإنسان بالغثيــان، والتقيـــؤ والإسهال، والتهاب غشاء القولون المخاطي.
معدن الكادميوم
معدن الكادميوم(Cadmium) يُرمز له بالرمز الكيميائي الأجنبي: (Cd)، وهو معدن أبيض اللون، لين، سهل الانصهار، شبيه بمعدني الزنك (الخارصين) والقصدير في كثير من الخصائص، وهو سريع الذوبان في الأحماض المعدنية، ويحل الكادميوم، غالباً أين ما حل الزنك، لذا فهو غالباً ما يوجد في سبائك الزنك، ويذكر العلماء أن الكادميوم هو معدن سام حديث، لم يُكتشف كعنصر إلا في عام 1817م، ومنذ أكثر من خمسين عاماً مضت لم يكن استخدامه في الصناعة إلا على نحو ثانوي أو هامشي، لكنه الآن أصبح معدناً مهماً يستخدم في مجالات واسعة، ومن أهم استخداماته الرئيسية في الطلاء الكهربائي، حيث تطلى به الأشياء نظراً لخواصه المقاومة للتآكل والصدأ، ويستخدم الكادميوم بشكل رئيسي في صناعة السبائك ومواد اللحام وطلاء الفلزات، وكصبغات وخاصة في بعض معاجين الألوان التي تستخدم في الرسم الفني، كما يستخدم أيضاً كمثبتات في مواد البلاستيك، وفي أنواع من البطاريات طويلة العمر، كما يدخل في تركيب بعض المستلزمات التي نستخدمها في حياتنا اليومية.
ولأن معدن الكادميوم يدخل في تركيب بعض معاجين الألوان والصبغات التي ربما يستخدمها الطلاب في المدارس للأعمال الفنية كالصبغات الصفراء والحمراء والخضراء، كما أنه يوجد أيضاً كشوائب في الصبغات التي تتركب من مركبات الزنك خاصة، فإن هذه المصادر تعتبر من أهم المصادر التي تعرض صحة الأطفال إلى الأخطار الصحية.
فالكادميوم من المعادن غير الأساسية للحياة، أي إنه غير ضروري أبدًا لجميع وظائف الحياة في الجسم، وتؤكد جميع الدراسات والأبحاث أنه شديد السمية ويضر بجميع الكائنات الحية، وليس له أي دور حيوي، وخطورة هذا المعدن تتمثل في أن الكميات الضئيلة للغاية التي تدخل في الجسم في حدود عشرات الميكروجرامات ربما تتراكم في الكليتين والكبد، فهذه الأعضاء تعتبر كمخازن للكادميوم، وتتأثر كثيراً حسب كمية الكادميوم المتراكمة فيها، والعمر التناصفي للكادميوم أكثر من 10 سنوات، فعمره النصفي الحيوي طويل في الجسم ففترة بقائه في الجســـم تتراوح ما بين 13 سنة إلى 38 سـنة، ولذلك تزداد كمية الكادميوم المتراكمــــة في الجسـم مع طول العمر.
أسباب ومصادر
قد يستغرب البعض إن قلنا له إن سخانات المياه، وبعض أنواع برادات المياه، قد تكون سبباً في الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى لدى بعض الناس، فيقول وما علاقة هذه الأمراض بهذه السخانات أو تلك البرادات، ونجيب على ذلك ونقول إن سخانات المياه المخصصة أصلاً للاستحمام، أصبح البعض يضعها في المطابخ من أجل أن يستخدمها للحصول على الماء الساخن لتحضير الطعام والمشروبات الساخنـــــــة، وهــذا النوع من السخانات، والأنــــواع غير الجيدة من برادات المياه يُصنع خزان الماء فيها من صفائح الزنك، وكما سبق أن أشرنا فإن الكادميوم يختلط بشكل طبيعي مع الزنك، وبذلك يتحرر هذا المعدن الخطير من جدار هذه الخزانات ويذوب في الماء وينتقل بعد ذلك إلى أجسامنا.
وفي سلسلة من الدراسات التي قمت بها للوقوف على مدى تلوث مياه الشرب بالمعادن الثقيلة عن طريق برادات المياه، والأنابيب المعدنية، شملت ثلاثة أنواع من البرادات تختلف عن بعضها من حيث نوعية خزان المياه، وكيفية التبريد به، إذ تمثل النوع الأول في تلك البرادات التي يصنع فيها خزان الماء من المعادن غير القابلة للصدأ، ويبرد الماء فيه خارجياً، وتمثل النوع الثاني في البرادات ذات الخزان المصنوع من صفائح غير قابلة للصدأ، ولكن الماء يبرد فيها داخلياً عن طريق أنبوب نحاسي ملتوٍ، مغمور في الماء. أما النوع الثالث فيتمثل في تلك البرادات المصنوع خزان الماء، فيها من صفائح الزنك، ويبرد الماء داخلياً بأنابيب نحاسية مغمـــورة في المــاء مبــاشرة، وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن تلوث المياه عن طــريق البرادات كان على النحــو التالي:
النوع الأول: لا يسبب تلوث الماء بشكل واضح.
النوع الثاني: يعمل على تلوث الماء خاصة بالنحاس والرصاص.
النوع الثالث: يعمل على تلوث الماء خاصة بالزنك والنحاس والكادميوم والرصاص.
ودلت النتائج أيضاً أن التلوث بالمعادن الثقيلة في برادات المياه يزداد مع زيادة زمـــن بقاء الماء في البرادات أثنــــاء التشغيل بشكل بســـــيط، غير أن كمية المعادن تزداد بشــكل مفرط في الزيــــادة عنـــــدما تتوقــــف عملية التبريد لعدة أيام.
الحماية من أخطار المصادر
يمكننـــا الحمــاية من أخطار المصــادر بما يلـــي:
?? الحذر من استخدام برادات المياه المصنوعة من صفائح الزنك واستخدام بدلاً منها تلك المصنوع خزانها من المعادن غير القابلة للصدأ وهي متوافرة في جميع الأسواق، وفي حالة عدم استخدام البرادات غير الجيدة منها لعدة أيام بسبب السفر مثلاً، فيجب التخلص من جميع الماء الموجود في خزان البرادة، وغسل الخزان إن كان ذلك متاحاً، فقد وجدنا أن كمية الكادميوم والمعادن الأخرى الضارة يزداد تركيزها في الماء زيادة خرافية عندما يقف تشغيل الكهرباء، يبقى هذا الحال لمدة أيام طويلة، وقد جرت العادة لدى بعض الناس أنهم عند عودتهم من السفر بعد هذه المدة يعمدون مباشرة إلى تشغيل البرادة، واستعمال الماء منها عندما يبرد، دون أن يدركوا خطورة هذا الأمر.
?? تشير تقارير منظمة الصحة العالمية، ونتائج الأبحاث والدراسات العالمية أن الماء الذي يظل حبيساً في الأنابيب المعدنية في شبكة المياه في المنازل لمدة عدد من الساعات أثناء الليل يتلوث عادة بالكادميوم وغيره من المعادن الأخرى، لذلك يُنصح بالتخلص من ذلك القدر من الماء الذي كان حبيساً في الأنبوب، لأن الماء سيعود بعد التخلص طبيعياً لا تلوث فيه، ولذا فإنه في حالة العودة من سفرٍ مثلاً، يتأكـــد علينــا أن لا نستخدم مباشرة ماء الصنبور في الشرب أو تجهيز الأطعمة به، إذ يكون هذا الماء قد تلوث بقدر كبير جداً، نتيجة بقائه مدة طويلة في الأنابيب، وخاصة المعدنية، وعليه ينبغي فتح الصنبور فترة قبل الاستعمال للتخلص من الماء المشكوك فيه، وننصح هنا بأن نجعل في بيوتنا (أصص) تنمو فيها النباتات الصغيرة، من أجل أن نستغله في أمور مختلفة ومنها عدم هدر الماء الحبيس في الأنبوب والحفاظ على هذه الثروة المهمة، فالنباتات تتحمل ظروف التلـــوث هذه، ومن مميـزات النباتات أنها تســـاهم في حماية بيئتنـــا المنزلية من الملوثات الأخرى، خاصة عندما نضعها في أماكن مخصصة على النوافذ.
?? الحــذر الشـــديد جداً من استخدام الماء المسخن في سخانات المياه المعدة أصــلاً للاســتحمام، لتجهيز المشـــروبات السـاخنة والأطعمـــة، وإن احتـــاج الإنسان إلى ماء ساخن، فينبغي أن يسخنـــه في الأوعيـة المصــــنوعة من المعادن غيـــر القــــابلة للصدأ.
?? العمل على استخدام البطاريات الجافة طويلة العمر التي لا تحتوي على الكادميوم. فلقد أصبحت تتوافر في الأسواق مثل هذا النوع من البطاريات، إذ نجد مكتوباً عليها أن (تركيز الكادميوم فيها صفر) ويرمز لذلك بالحروف الانجليـــزية (°°% cd)، وإن استخدام مثل هذا النوع من البطــــاريات يقلل من التوسع في إنتاج البطـــاريات طـــــويلة العمر التي يدخل الكادميوم في تكوينها، وبهذا نعمل على حماية البيئة من التلوث بهذا المعدن عن طريق البطاريات.
?? الحذر كل الحذر من ترك البطاريات المستعملة بين أيدي الأطفال، إذ ربما يضعونها في فمهم، وتسبب تسممهم بالمواد السامة.
الكادميوم ومواد التلوين
سبق أن ذكرنا أن الكادميوم يدخل في تركيب مواد التلوين التي يستخدمها الطلاب، ويمكننا الآن أن نتعرف على أهم الوسائل المثلى للتعامل مع هذه المواد والتي تتلخص في الآتي:
?? اختيار مواد التلوين التي تتركب أساساً من أملاح المعادن غير السامة والتي تعتبر أساسية وضرورية للحياة، واللون الواحد يمكن أن يُصنع من مركبات آمنة أو من مركبات خطرة، لذا ينبغي على الطلاب أن يختاروا لأنفسهم الأنواع الآمنة صحياً، وعلى سبيل المثال يمكننا أن نختار لأطفالنا الذين يدرسون في المراحل الابتدائية، الألوان البيضاء مثلاً، التي تتركب أساساً من التيتاينوم أو الزنك أو الباريوم، واختيار الألوان الصفراء التي تتركب من مركبات الحديد، أو على الأقل أن نبحث عن مجموعات الألوان التي يكتب عليها عبارة غيــــر سام (Non toxic).
?? وبالنسبة للفنانين، ولمدرسي التربية الفنية، فإنهم يحسون تماماً بتفاوت طبيعة ومظهر اللون الواحد باختلاف المواد التي تتركب منها الصبغة، فدرجة اللون المطلوب ربما لا يمكن الحصول عليها بواسطة التخفيف أو التغميق، بل إن هذه الدرجة قد لا توجد إلا في مادة ملونة أو صبغة ذات تركيب كيميائي معين. فعلى سبيل المثال درجة لون أصفر الكادميوم ليست كدرجة لون أي أصفر من صبغة أخرى ذات تركيب آخـــر. وهذا التفـــاوت في درجة اللـــون لا يحس به إلا الفنان وبنـاءً على هذا الإحساس المتميز لدى العــاملين في حقـل فنون الرسم فلا بد لهم عنـدئــذ من التعــامل بحــذر شـــديد مع مواد التـــــلوين التي تحتـوي على مركبات خطرة كمركبات الكادمـــيوم ، ومركبات الرصاص، ومركبات الكروم ومركــبات النيــــكل.. وذلك بالحرص على لبـــس الأنـــواع الصحيـة من القفازات أثنـــاء العمل وتجنب التصاق مواد الـــــــتلوين على الجلد.
?? غسل اليدين مباشرة بعد الانتهاء من العمل وخاصة في حالة عدم لبس القفـــازات.
?? الحذر من وضع الفرشاة في الفم، فقد ظهر أن بعض الذين كان يشتغلون في فن الرسم، قد أصيبوا بمشكلات صحية أثرت عليهم، وبعـــد البحث والدراسة وجد أن السبب هو وضع الفرشاة في فمهم.
?? تدل نتائج الدراسات والأبحاث أن معدل ما يمتصه الجسم من معدن الكادميوم الذي يدخل في الجهاز الهضمي (منخفض نسبياً)، إذ تتراوح هذه النسبة من 4.7% إلى 7% غير أن سوء التغذية يمكن أن يزيد بشكل واضح من معدل امتصاص الكادميوم الذي يدخل في المعدة مع الطعام والشراب، فنقص الحديد والكالسيوم والبروتين يزيد من معدل الامتصاص المعدي المعوي، وفي حالة النساء اللاتي يعانين من نقص الحديد، وجد أنه قد امتص 20% من الكادميوم الموجود ضمن طعامهم وشـــرابهم، ومن هنا ينبغي علينا الإكثار من تناول الحليب والألبــــان والفواكه والخضار الغنية بالحديد كالتفاح مثلاً، فالحلـيب والألبان الغنية بالكالسيوم تســـاعد جســـم الإنسان على تجنب تأثيرات الكادميوم والمعادن الأخرى السامة بطــرق مختلفة.
?? الإكثــــار من الأطعمة ذات البروتـين الخفيف، إذ أثبتت نتائج الأبحاث أن البروتينـــات الخفيفـــة تســــاعـد على تحرر معادن الكادميوم والنحـــاس والزنـك المتراكمة بكميات كبيرة في الكلى والكبد، وخروجها من الجسم مع البول والبراز
* أستاذ علم التلوث البيئي والتسمم البيئي بجامعة طيبة المدينة المنورة
ورئيس وحدة البحوث البيئية والصحية
جامعة أم القرى - المدينة المنورة
معدن الكادميوم.. يلوث البيئة ويسبب مشكلات صحية
ربما لا يعرف بعضنا شيئاً كثيراً عن معدنٍ خطير يُطلق عليه معدن الكادميوم، هذا المعدن أخذ يتسلل في أجسام بعضنا من البيئات الصناعية التي تحيط بمساكننا وأماكن العمل التي نعمل فيها، وأخذ يدخل في أجسام فئات كثيرة منَّا بكمياتٍ ضئيلة لا يُحَسُّ بها، من الأطعمة و المشروبات التي نتناولها، والتي تتلوث بصفة مستمرة عن طريق مصــــادر موجــودة في بيوتنـــا، إذ تأخذ هذه الكميات الضئيلة، في التراكم تدريجياً مع مرور السنين في كلى وكبد من يتعرضون له،الأمر الذي يجعله يساهم في نشر بعض الأمراض والمشكلات الصحية بين مختلف المجتمعات في العالم. ومن أهم المشكلات الصحية التي يسببها هذا المعدن، أنه يساهم بشكل واضح في الإصابة بالأمراض الشائعة التي أخذت تتزايد في المجتمعات المختلفة.
أخطار السم الخفي
فهو سُم خفي ربما صاحبنا في حياتنا اليومية ونحن لا ندري. و نطلق عليه السم الخفي لأنه يدخل في أجسامنا بكميات ضئيلة جدًا قد لا تستطيع بعض أجهزة التحليل المتطــورة قياسها، كما أنه في هــذه الحالة لا يظهر تأثيره على الجسم إلا بعد سنين طويلة جداً. وعليه إذاً، فلا بد لنا أن نحفظ اسمه، بالعربية والانجليزية، ونعرف رمزه الكيميائي الذي ُيكتب عادة على بعض المستلزمــات التي نشتريها، لكونـــه ضمن محتويـاتها، أو أنه يخلو منها، حيث إن خطورته قد جعلت الكثير من المصانع والشركــــات تُبعده عن منتجـاتها وتكتب على هذه المنتجات أنها خالية منــــه.
يكاد لا ينحصر عدد الدراسات والأبحاث التي أجريت حول الأضرار الصحية التي يسببها الكادميـــــوم للإنسان، إذ دلت نتائج جمـــــيع هذه الدراســـات، أن هذا المعدن الخطير يُسبب مشكلات صحية عديدة، ونعرض هنا أهم المشكــــلات الصحية التي تنشأ عندمـــا يزداد تركيــز الكادميوم في جســـــم الإنسان، ويتعدى حـدود الأمان، وهي كالتالي:
إفساد وظائف الكلى: فإذا تراكم الكادميوم في الكليتين ووصل تركيزه إلى الحدود الحرجة فإن ذلك سيضر بهما ويفسد وظائفهما وربما تصل مرحلة الضرر إلى الفشل الكلوي، وقد قرنت التأثيرات الكلوية التقليدية للتسمم، بظهور البروتين والسكر والأحماض الأمينية في البول، وغالباً ما تحدث أمراض الكلى المزمنة عندما يصل تركيز الكادميوم في الكلى من200 إلى300 ملغم/كغم.
ويتخلص الجسم من الكادميوم عادة ببطء عن طريق البول أساساً، وهذا التخلص يرتبط بنوعية الغذاء.
ارتفاع ضغط الدم: هناك أدلة تدل على حدوث نمط ضغط الدم بعد تعرض فموي منخفض المستوى طويل الأجل، ويشير أحد أهم المراجع العلمية في علم التســــمم إلى أن الدراسات في علم الأوبئــــة تدل على أن الكادميوم يُعتبرعامــــلاً مسببـاً لمرض ضغـــــط الدم الحقيـــقي (Essential Hypertension).
تضخم القلب: يؤثر تراكم الكادميــــوم في الجسم على القلب ويسبب تضخمه.
الهيكل العظمي: تؤثر سمية الكادميوم على عملية تأيض الكالسيوم أي استقلابه (Metabolism)، والتأيض أو الاستقلاب هو مجموعة عمليات كيميائية تُجرى في الخلايا يتم عن طريقها بناء أو هدم المواد والمركبات، وبعبارة أوضح فإن الأجسام لا تستفيد من العناصر والمواد المطلوبة ما لم يتم هضم هذه المواد في الجهاز الهضمي وتحولها إلى مواد بسيطة التركيب، ثم تذهب هذه المواد البسيطة عبر تيار الدم إلى سائر أنحاء الجسم ويتم بناؤها من جديد في الأجهزة والأعضاء، وتسمى هذه العملية عملية الابتناء، ويتم تفكك المركبات المعقدة التي تم بناؤها عبر عملية الابتناء إلى مركبات أبسط لإطلاق الطاقة في الجسم والاستفادة منها عند الحاجة، عبر عملية تسمى عملية الهدم أو التقويض، وتحفظ حياة الإنسان وجميع الكائنات الحية بموازنة معدلات العمليتين (أي عملية الابتناء وعملية الهدم)، وهاتان العمليتان معاً يُطلق عليهما الأيض أو الاستقلاب.
مرض إتي إتي: قد يتسبب شرب الماء الملوث بتركيز عال من الكادميوم في الإصابة بمــرض يُطلـــق عليه مــرض إتي إتي (disease iti iti) وقد أدى شرب الماء الملوث بالكادميوم إلى إصابة بعض اليابــانيين بهذا المرض، ويتميز هذا المرض بأعراضه الروماتيزمية المصحوبة بآلام مبرحة في العظام، نتيجة افتقارها إلى المعادن، فتصبح العظام لينة كالأنسجة نفسها.
فقر الدم: تؤدي زيادة كمية الكادميوم المتراكمـــة في الجسم إلى حالة فقــر الدم.
يؤثر في خصوبة الرجل.
الجهاز المعدي المعوي: إن شراباً - مثـــــلاً - يحتــــوي على كمية بسيطة من الكادمــيوم في حــــدود 16 ملغم/ لتر يكفي لإصابـــة الإنسان بالغثيــان، والتقيـــؤ والإسهال، والتهاب غشاء القولون المخاطي.
معدن الكادميوم
معدن الكادميوم(Cadmium) يُرمز له بالرمز الكيميائي الأجنبي: (Cd)، وهو معدن أبيض اللون، لين، سهل الانصهار، شبيه بمعدني الزنك (الخارصين) والقصدير في كثير من الخصائص، وهو سريع الذوبان في الأحماض المعدنية، ويحل الكادميوم، غالباً أين ما حل الزنك، لذا فهو غالباً ما يوجد في سبائك الزنك، ويذكر العلماء أن الكادميوم هو معدن سام حديث، لم يُكتشف كعنصر إلا في عام 1817م، ومنذ أكثر من خمسين عاماً مضت لم يكن استخدامه في الصناعة إلا على نحو ثانوي أو هامشي، لكنه الآن أصبح معدناً مهماً يستخدم في مجالات واسعة، ومن أهم استخداماته الرئيسية في الطلاء الكهربائي، حيث تطلى به الأشياء نظراً لخواصه المقاومة للتآكل والصدأ، ويستخدم الكادميوم بشكل رئيسي في صناعة السبائك ومواد اللحام وطلاء الفلزات، وكصبغات وخاصة في بعض معاجين الألوان التي تستخدم في الرسم الفني، كما يستخدم أيضاً كمثبتات في مواد البلاستيك، وفي أنواع من البطاريات طويلة العمر، كما يدخل في تركيب بعض المستلزمات التي نستخدمها في حياتنا اليومية.
ولأن معدن الكادميوم يدخل في تركيب بعض معاجين الألوان والصبغات التي ربما يستخدمها الطلاب في المدارس للأعمال الفنية كالصبغات الصفراء والحمراء والخضراء، كما أنه يوجد أيضاً كشوائب في الصبغات التي تتركب من مركبات الزنك خاصة، فإن هذه المصادر تعتبر من أهم المصادر التي تعرض صحة الأطفال إلى الأخطار الصحية.
فالكادميوم من المعادن غير الأساسية للحياة، أي إنه غير ضروري أبدًا لجميع وظائف الحياة في الجسم، وتؤكد جميع الدراسات والأبحاث أنه شديد السمية ويضر بجميع الكائنات الحية، وليس له أي دور حيوي، وخطورة هذا المعدن تتمثل في أن الكميات الضئيلة للغاية التي تدخل في الجسم في حدود عشرات الميكروجرامات ربما تتراكم في الكليتين والكبد، فهذه الأعضاء تعتبر كمخازن للكادميوم، وتتأثر كثيراً حسب كمية الكادميوم المتراكمة فيها، والعمر التناصفي للكادميوم أكثر من 10 سنوات، فعمره النصفي الحيوي طويل في الجسم ففترة بقائه في الجســـم تتراوح ما بين 13 سنة إلى 38 سـنة، ولذلك تزداد كمية الكادميوم المتراكمــــة في الجسـم مع طول العمر.
أسباب ومصادر
قد يستغرب البعض إن قلنا له إن سخانات المياه، وبعض أنواع برادات المياه، قد تكون سبباً في الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى لدى بعض الناس، فيقول وما علاقة هذه الأمراض بهذه السخانات أو تلك البرادات، ونجيب على ذلك ونقول إن سخانات المياه المخصصة أصلاً للاستحمام، أصبح البعض يضعها في المطابخ من أجل أن يستخدمها للحصول على الماء الساخن لتحضير الطعام والمشروبات الساخنـــــــة، وهــذا النوع من السخانات، والأنــــواع غير الجيدة من برادات المياه يُصنع خزان الماء فيها من صفائح الزنك، وكما سبق أن أشرنا فإن الكادميوم يختلط بشكل طبيعي مع الزنك، وبذلك يتحرر هذا المعدن الخطير من جدار هذه الخزانات ويذوب في الماء وينتقل بعد ذلك إلى أجسامنا.
وفي سلسلة من الدراسات التي قمت بها للوقوف على مدى تلوث مياه الشرب بالمعادن الثقيلة عن طريق برادات المياه، والأنابيب المعدنية، شملت ثلاثة أنواع من البرادات تختلف عن بعضها من حيث نوعية خزان المياه، وكيفية التبريد به، إذ تمثل النوع الأول في تلك البرادات التي يصنع فيها خزان الماء من المعادن غير القابلة للصدأ، ويبرد الماء فيه خارجياً، وتمثل النوع الثاني في البرادات ذات الخزان المصنوع من صفائح غير قابلة للصدأ، ولكن الماء يبرد فيها داخلياً عن طريق أنبوب نحاسي ملتوٍ، مغمور في الماء. أما النوع الثالث فيتمثل في تلك البرادات المصنوع خزان الماء، فيها من صفائح الزنك، ويبرد الماء داخلياً بأنابيب نحاسية مغمـــورة في المــاء مبــاشرة، وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن تلوث المياه عن طــريق البرادات كان على النحــو التالي:
النوع الأول: لا يسبب تلوث الماء بشكل واضح.
النوع الثاني: يعمل على تلوث الماء خاصة بالنحاس والرصاص.
النوع الثالث: يعمل على تلوث الماء خاصة بالزنك والنحاس والكادميوم والرصاص.
ودلت النتائج أيضاً أن التلوث بالمعادن الثقيلة في برادات المياه يزداد مع زيادة زمـــن بقاء الماء في البرادات أثنــــاء التشغيل بشكل بســـــيط، غير أن كمية المعادن تزداد بشــكل مفرط في الزيــــادة عنـــــدما تتوقــــف عملية التبريد لعدة أيام.
الحماية من أخطار المصادر
يمكننـــا الحمــاية من أخطار المصــادر بما يلـــي:
?? الحذر من استخدام برادات المياه المصنوعة من صفائح الزنك واستخدام بدلاً منها تلك المصنوع خزانها من المعادن غير القابلة للصدأ وهي متوافرة في جميع الأسواق، وفي حالة عدم استخدام البرادات غير الجيدة منها لعدة أيام بسبب السفر مثلاً، فيجب التخلص من جميع الماء الموجود في خزان البرادة، وغسل الخزان إن كان ذلك متاحاً، فقد وجدنا أن كمية الكادميوم والمعادن الأخرى الضارة يزداد تركيزها في الماء زيادة خرافية عندما يقف تشغيل الكهرباء، يبقى هذا الحال لمدة أيام طويلة، وقد جرت العادة لدى بعض الناس أنهم عند عودتهم من السفر بعد هذه المدة يعمدون مباشرة إلى تشغيل البرادة، واستعمال الماء منها عندما يبرد، دون أن يدركوا خطورة هذا الأمر.
?? تشير تقارير منظمة الصحة العالمية، ونتائج الأبحاث والدراسات العالمية أن الماء الذي يظل حبيساً في الأنابيب المعدنية في شبكة المياه في المنازل لمدة عدد من الساعات أثناء الليل يتلوث عادة بالكادميوم وغيره من المعادن الأخرى، لذلك يُنصح بالتخلص من ذلك القدر من الماء الذي كان حبيساً في الأنبوب، لأن الماء سيعود بعد التخلص طبيعياً لا تلوث فيه، ولذا فإنه في حالة العودة من سفرٍ مثلاً، يتأكـــد علينــا أن لا نستخدم مباشرة ماء الصنبور في الشرب أو تجهيز الأطعمة به، إذ يكون هذا الماء قد تلوث بقدر كبير جداً، نتيجة بقائه مدة طويلة في الأنابيب، وخاصة المعدنية، وعليه ينبغي فتح الصنبور فترة قبل الاستعمال للتخلص من الماء المشكوك فيه، وننصح هنا بأن نجعل في بيوتنا (أصص) تنمو فيها النباتات الصغيرة، من أجل أن نستغله في أمور مختلفة ومنها عدم هدر الماء الحبيس في الأنبوب والحفاظ على هذه الثروة المهمة، فالنباتات تتحمل ظروف التلـــوث هذه، ومن مميـزات النباتات أنها تســـاهم في حماية بيئتنـــا المنزلية من الملوثات الأخرى، خاصة عندما نضعها في أماكن مخصصة على النوافذ.
?? الحــذر الشـــديد جداً من استخدام الماء المسخن في سخانات المياه المعدة أصــلاً للاســتحمام، لتجهيز المشـــروبات السـاخنة والأطعمـــة، وإن احتـــاج الإنسان إلى ماء ساخن، فينبغي أن يسخنـــه في الأوعيـة المصــــنوعة من المعادن غيـــر القــــابلة للصدأ.
?? العمل على استخدام البطاريات الجافة طويلة العمر التي لا تحتوي على الكادميوم. فلقد أصبحت تتوافر في الأسواق مثل هذا النوع من البطاريات، إذ نجد مكتوباً عليها أن (تركيز الكادميوم فيها صفر) ويرمز لذلك بالحروف الانجليـــزية (°°% cd)، وإن استخدام مثل هذا النوع من البطــــاريات يقلل من التوسع في إنتاج البطـــاريات طـــــويلة العمر التي يدخل الكادميوم في تكوينها، وبهذا نعمل على حماية البيئة من التلوث بهذا المعدن عن طريق البطاريات.
?? الحذر كل الحذر من ترك البطاريات المستعملة بين أيدي الأطفال، إذ ربما يضعونها في فمهم، وتسبب تسممهم بالمواد السامة.
الكادميوم ومواد التلوين
سبق أن ذكرنا أن الكادميوم يدخل في تركيب مواد التلوين التي يستخدمها الطلاب، ويمكننا الآن أن نتعرف على أهم الوسائل المثلى للتعامل مع هذه المواد والتي تتلخص في الآتي:
?? اختيار مواد التلوين التي تتركب أساساً من أملاح المعادن غير السامة والتي تعتبر أساسية وضرورية للحياة، واللون الواحد يمكن أن يُصنع من مركبات آمنة أو من مركبات خطرة، لذا ينبغي على الطلاب أن يختاروا لأنفسهم الأنواع الآمنة صحياً، وعلى سبيل المثال يمكننا أن نختار لأطفالنا الذين يدرسون في المراحل الابتدائية، الألوان البيضاء مثلاً، التي تتركب أساساً من التيتاينوم أو الزنك أو الباريوم، واختيار الألوان الصفراء التي تتركب من مركبات الحديد، أو على الأقل أن نبحث عن مجموعات الألوان التي يكتب عليها عبارة غيــــر سام (Non toxic).
?? وبالنسبة للفنانين، ولمدرسي التربية الفنية، فإنهم يحسون تماماً بتفاوت طبيعة ومظهر اللون الواحد باختلاف المواد التي تتركب منها الصبغة، فدرجة اللون المطلوب ربما لا يمكن الحصول عليها بواسطة التخفيف أو التغميق، بل إن هذه الدرجة قد لا توجد إلا في مادة ملونة أو صبغة ذات تركيب كيميائي معين. فعلى سبيل المثال درجة لون أصفر الكادميوم ليست كدرجة لون أي أصفر من صبغة أخرى ذات تركيب آخـــر. وهذا التفـــاوت في درجة اللـــون لا يحس به إلا الفنان وبنـاءً على هذا الإحساس المتميز لدى العــاملين في حقـل فنون الرسم فلا بد لهم عنـدئــذ من التعــامل بحــذر شـــديد مع مواد التـــــلوين التي تحتـوي على مركبات خطرة كمركبات الكادمـــيوم ، ومركبات الرصاص، ومركبات الكروم ومركــبات النيــــكل.. وذلك بالحرص على لبـــس الأنـــواع الصحيـة من القفازات أثنـــاء العمل وتجنب التصاق مواد الـــــــتلوين على الجلد.
?? غسل اليدين مباشرة بعد الانتهاء من العمل وخاصة في حالة عدم لبس القفـــازات.
?? الحذر من وضع الفرشاة في الفم، فقد ظهر أن بعض الذين كان يشتغلون في فن الرسم، قد أصيبوا بمشكلات صحية أثرت عليهم، وبعـــد البحث والدراسة وجد أن السبب هو وضع الفرشاة في فمهم.
?? تدل نتائج الدراسات والأبحاث أن معدل ما يمتصه الجسم من معدن الكادميوم الذي يدخل في الجهاز الهضمي (منخفض نسبياً)، إذ تتراوح هذه النسبة من 4.7% إلى 7% غير أن سوء التغذية يمكن أن يزيد بشكل واضح من معدل امتصاص الكادميوم الذي يدخل في المعدة مع الطعام والشراب، فنقص الحديد والكالسيوم والبروتين يزيد من معدل الامتصاص المعدي المعوي، وفي حالة النساء اللاتي يعانين من نقص الحديد، وجد أنه قد امتص 20% من الكادميوم الموجود ضمن طعامهم وشـــرابهم، ومن هنا ينبغي علينا الإكثار من تناول الحليب والألبــــان والفواكه والخضار الغنية بالحديد كالتفاح مثلاً، فالحلـيب والألبان الغنية بالكالسيوم تســـاعد جســـم الإنسان على تجنب تأثيرات الكادميوم والمعادن الأخرى السامة بطــرق مختلفة.
?? الإكثــــار من الأطعمة ذات البروتـين الخفيف، إذ أثبتت نتائج الأبحاث أن البروتينـــات الخفيفـــة تســــاعـد على تحرر معادن الكادميوم والنحـــاس والزنـك المتراكمة بكميات كبيرة في الكلى والكبد، وخروجها من الجسم مع البول والبراز
* أستاذ علم التلوث البيئي والتسمم البيئي بجامعة طيبة المدينة المنورة
ورئيس وحدة البحوث البيئية والصحية
جامعة أم القرى - المدينة المنورة
hozan33- عضو
-
عدد الرسائل : 29
تاريخ التسجيل : 02/05/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى